أردوغان، توظيف فيروس كورونا من أجل فرض مزيد من الرقابة على الصحافة
أردوغان

أبريل 22, 2020 | دراسات

دانييل بيلوت/ م.أ.م  ـ DW – كورونا في تركيا: فيروس يقود لمزيد من الرقابة على الصحافة

هل يستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات مكافحة فيروس كورونا للقيام بحملة على وسائل الإعلام والقضاء على آخر الأصوات الصحفية النقدية في البلاد؟ المعارضة والصحفيون المنتقون يخشون موجة جديدة من الرقابة والاعتقالات.

يسود الخوف والهلع في أوساط الصحفيين الأتراك. فنظرا لنوبة الغضب الأخيرة للرئيس رجب طيب أردوغان تتبادر لديهم ذكريات المحاولة الانقلابية في الخامس عشر من يوليو/ تموز 2016. فالأخير استغل حينها بعد المحاولة الفاشلة كفرصة لكمّ أفواه المنتقدين والمعارضين بموجة اعتقالات بلا نظير. والآن يخشى الكثيرون من الصحفيين مجددا موجة اعتقالات جديدة بحق منتقدين ومعارضين.”يجب أن ننقذ بلادنا ليس من فيروس كورونا فحسب، بل من جميع الفيروسات الإعلامية والسياسية”، هذا ما قاله الرئيس أردوغان، حسب تقارير إعلامية تركية، في اثنين الفصح عقب جلسة حكومية. “فبدلا من المساهمة بقسط في الحرب ضد الوباء، هاهم يتقيؤون معلومات زائفة وأكاذيب. وبالتالي فهم أخطر من الفيروس نفسه”.

والمقصود “بالفيروسات الإعلامية والسياسية” هم المنتقدون من أحزاب المعارضة أو الصحفيين الذين يعبرون عن آرائهم في وسائل الإعلام المستقلة القليلة المتبقية أو عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. ولم يكتف أردوغان بذلك بل أضاف أن وسائل الإعلام المعارضة تشن على ما يبدو “حربا ضد البلاد”، وتعمل “ليل نهار من أجل كسر همة الأمة”، يضيف الرئيس التركي معلنا عن عواقب: “بالاشتراك مع المنظمات الإرهابية سيغرقون في قعر الكراهية والمؤامرات”.

الخوف يزداد

النائب السابق في أكبر حزب معارض، حزب الشعب الجمهوري، والصحفي باريس ياركداس، يفسر نوبة غضب الرئيس بأنها إشارة على عملية ممكنة جديدة ضد ممثلي الصحافة. أردوغان يتدمر من أن صحفيين مستقلين يشوشون على الصورة الايجابية المروجة من قبل الحكومة في مكافحة الوباء. “ولذلك هم يرون في الصحفيين الذين يعرضون حقائق على الجمهور فيروسات يجب التخلص منها”.والاعتقالات المستمرة منذ 18 عاما “ستتواصل إلى آخر صحفي (تركي) منتقد”، كما يتنبأ ممثل تركيا في منظمة مراسلون بلا حدود إيرول أوندرأوغلو. ويضيف بأنه لم يبق إلا عدد قليل من قنوات التلفزة والصحف التي تملك ميزانية صغيرة، لكنها تزعج الخطاب الممل للرئيس.

منع التجول لـ 48 ساعة

وحسب معطيات وزارة الصحة التركية، فإن نحو 86.000 شخص مصابون بالفيروس في تركيا. ومنذ أسابيع يدور النقاش حول ما إذا كانت الإجراءات المتخذة إلى حد الآن تكفي لمواجهة الوباء. وعلى هذا النحو أعلن رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو المنتمي للمعارضة السياسية بأن حظر التجول لمدة 48 ساعة من نهاية الأسبوع الماضية ظل بدون مفعول.والحكومة التركية ترد منذ بداية أزمة كورونا بقلق على التغطية الاعلامية المنتقدة. فالشكوى الجنائية التي قدمتها في من السابع من أبريل ضد مقدم البرامج المحبوب لقناة فوكس فاتح بورتكال، أثارت اهتماما داخل الرأي العام التركي. فقد انتقد حملة تبرعات للحكومة التركية على تويتر، والمدعي الرئيسي هو الرئيس التركي.

وبورتكال ليس حالة منفردة، فسلسلة الصحفيين الذين اصطدموا مع العدالة والذين رفعوا صوتهم ضد سياسة كورونا تطول باستمرار مثل عمليات الاستنطاق العشوائية للصحفيين إدريس أوزيول وابرو كوتشوكايدين المتهمين ببث الرعب في مدينة أنتاليا من خلال تغطية إعلامية منتقدة، أو الاعتقال المفاجئ لرئيس تحرير صحيفة محلية اعتقلته الشرطة ليلا بسبب تغطية إعلامية منتقدة.وحتى أخبار منتقدة عبر تويتر أدت إلى تحقيقات حكومية. وفي هذا السياق جرى تحقيق ضد الصحفية نورجان بايسال من دياربكر بسبب تغريدة على تويتر تنتقد فيها الضيق في التزود بالكمامات. “الصحفيون سيقيمون بأنفسهم في هذه الأجواء إجراءات الرقابة لتفادي مواجهة عقوبة السجن”، كما قالت بايسال لدويتشه فيله (DW). والدولة ناجحة برأيها “في شحن هذه المخاوف”.

لا حرية للمعتقلين السياسيين

والعلاقة المسمومة بين الصحافة التركية والحكومة تظهر أيضا في إطلاق سراح 90.000 سجين جنائي من أجل الوقاية من خطر العدوى داخل السجون. فهذا العفو للحماية من كورونا لا ينطبق على الصحفيين والمعتقلين السياسيين.بيد أن المعارضة سارعت إلى رفض هذا المرسوم معلنة نيبتها التوجه إلى المحكمة الدستورية. وبالنسبة إلى ممثل تركيا في منظمة مراسلون بلا حدود، إيرول أوندرأوغلو يتضح أن “أردوغان يرى أن وسائل الإعلام المعارضة أخطر من الفيروس. والإصلاح يبين أن الحكومة تساوي بين ممثلي الإعلام والطاعون”.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=2378

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال  فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا يصل أكثر من 200 ضابط شرطة إلى اجتماع يضم حوالي 130 رجلاً وامرأة في منطقة هاشنبورج الصغيرة في منطقة فيسترفالد. يتعلق الأمر بحدث فنون قتالية - ذو خلفية يمينية متطرفة. خلال مداهمة ليلية كبرى في منطقة فيستروالد، فضت الشرطة اجتماعًا...

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا فر بعض المتطرفين من اليمين المتطرف من تيليجرام إلى ملاذ جديد: سيمبلكس، خدمة الرسائل التي حصلت للتو على أكثر من مليون دولار في التمويل بمساعدة جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، والمعروفة الآن باسم إكس. بدأت الهجرة...

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا من المقرر تنظيم مسيرات في وقت لاحق من سبتمبر 2024 لإحياء ذكرى هجمات السابع من أكتوبر 2023. سوف تتصاعد المشاعر وستواجه الشرطة مهمة صعبة. أعلنت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر (SPD) عن اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء...

Share This