آليات تجنيد الجماعات المتطرفة في أوروبا ـ الفئات القابلة للأستقطاب والتجنيد

أكتوبر 18, 2019 | دراسات

لا تزال العديد من الدول الأوروبية تتخبط في إشكاليات مواجهة التطرف واستقطاب الشباب، تزامنا مع تنامى مساع  تنظيم “داعش” ، لتجنيد واستقطاب المتطرفين ، لاسيما القاصرين وذلك بعد خسارة معظم معاقله فى سوريا والعراق ، مما يثير مخاوف الأجهزة الأمنية الأوروبية ، ولذلك سعت دول التكتل الأوروبى للبحث عن آليات جديدة للحد من انتشار الجماعات المتطرفة ووسائل تجنيدها .

تصنيف حسب الفئات والعمر

أولا الأطفال

أفاد تقريرفى أغسطس 2018 أن تنظيم داعش أعاد اللعب بورقة تجنيد الأطفال أو ما يطلق عليهم “الأشبال”  عبر الاعتماد على “الأطفال اللاجئين” تحت سن الـ (18) ،وذلك لتنفيذ مهام محددة، والمساعدة في تنفيذ عمليات في أوروبا، وصنفت الدراسات “الأطفال حسب استقطابهم وخطورتهم لعدة فئات

  • الفئة الأولى: الأطفال دون (6) سنوات وهؤلاء لا يشكلون أي خطر حقيقي على المجتمع؛ لكن يتعين احتواؤهم .
  • الفئة الثانية: الأطفال فوق (6) سنوات إلى (12) سنة، الذين ذهبوا إلى سوريا والعراق مع ذويهم ويمكن تحييد هذه الفئة من خلال برامج تأهيلية نفسية واجتماعية وثقافية.
  • الفئة الثالثة: وتضم الأطفال من (12) سنة إلى (18) سنة، هي الأخطر، التي خضعت فعلاً لعملية غسيل أدمغة وهؤلاء ينبغي أن توليهم الأجهزة الأمنية نوعاً من الرعاية التأهيلية المتخصصة .

وتم نشر إحصائية رسمية بعدد أطفال ونساء تنظيم “داعش” كشف تفاصيلها عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق”علي البياتي ” ، حسب الإحصائية، عدد الفئات العمرية للأطفال بداعش وهي عدد أطفال “داعش”، في مراكز وزارة العمل، بعمر أقل من (3) سنوات، بلغ (514) طفلا، والفئة العمرية ما بين (3-9) سنوات، ضمت (460) طفلا ، وتضمنت الفئتان العمريتان، عدد إناث بلغ (208) مقاتلة ، و(252) مقاتل ذكرا .

وأكمل البياتي، أن عدد أطفال تنظيم “داعش”، المصنفين في خانة “الأحداث” من عمر التاسعة وحتى سن الرشد 18 سنة، يبلغ (153) حدثا أغلبهم فتيات وعددهن (94) أنثى، والباقي (59) ذكرا،وأوضحت “ميا بلوم” الخبيرة في شؤون الإرهاب والشرق الأوسط فى يوليو 2018  أن “تنظيم داعش يقوم بتجنيد الأطفال باستخدام سبل غير قهرية من خلال عرض آيديولوجية التنظيم ورؤيته للعالم ونهايته، على الأطفال بصورة تدريجية” ، وأضافت أن هذا التوجه “الناعم” من قبل “داعش” يوضح مدى حملته الدعائية، التي”تشوش التمييز بين التجنيد والعقيدة” .

ثانيا النساء

صنفت دراسة فى يناير 2018 حسب استقطاب النساء وخطورتهم لعدة فئات

  • الفئة الأولى : نساء ضحية إيديولوجيا تنظيم “داعش” وهؤولاء يجب إنقاذهن
  • الفئة الثانية : جهاديات أخطر من الجهاديين الرجال وهؤلاء يجب محاكمتهن أو تركهن بين أيدي عدالة بلدان أجنبية .

و تمثل النساء اللاتي التحقن بتنظيم داعش فى مايو 2017 نسبة (10%) من إجمالي عدد المنضمين الإسبان البالغ عددهم (208) منذ عام 2014  وعددهن (21) امرأةً من أعمار مختلفة، وتُعتبر نسبة النساء بين (19 و 23 )عامًا هي الأعلى بين المنضمات لتنظيم “داعش” من إسبانيا، كما أن نسبة غير المتزوجات تصل إلى (45% )منهن، بينما (10% )منهن أرامل و (25%) متزوجات و(10% )منفصلات.

وترى “شروتر” الخبيرة الألمانية بالشؤون الإسلامية أن السعي لتجنيد النساء والأطفال يرتبط بالهزيمة الوشيكة، التي يواجهها التنظيم ا في الشرق الأوسط. فبعدما فشل التنظيم في إقامة “الخلافة” هناك يبدو أنه الآن يحيد عن أفكاره القديمة، التي كانت ترى أن النساء لا تقاتل وإنما تلد مقاتلين فقط.

وأكدت “نيمي غوريناثان” باحثة متخصصة في شؤون المرأة أن المعركة لا تتعلق بحقوق المرأة بل بقضية قيام الخلافة، وبالتالي فهن يدخلن من أجل الصراع السياسي، وهذا أمر لا يفهمه الكثيرون، والنساء اللواتي يذهبن إلى داعش يبحثن عن أمور بينها الأمان لأنهن يشعرن أن هويتهن السنية مهددة وطالما أن الخيار هو بين داعش والنظام السورى فعليهن الوقوف مع داعش ضد النظام السورى حتى لو اضطرهن الأمر إلى ارتداء النقاب.”

ثالثا الشباب والرجال

أظهر تقرير فى أبريل 2018 أن  أن العمر المتوسط  لعدة شبان فرنسييبن الذين تم استقطابهم و أدينوا بقضايا تتعلق بالإرهاب لا يتعدى (26) سنة، ومعظمهم يتحدرون من الضواحي الباريسية وفي بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة الفرنسية، فيما يعيش آخرون في شمال البلاد مثل ليل وبعض المدن الواقعة قرب الحدود مع بلجيكا، أما في الجنوب الفرنسي، فالغالبية منهم يتمركزون في مدينتي مرسيليا ونيس والمناطق المجاورة لها.

تشيردراسة أخرى إلى أنه من الصعب تجنيد التنظيمات الإرهابية لكبار السن، مؤكدةً أن “53% من المبحوثين تراوحت أعمارهم بين 17 و26 عامًا عند انضمامهم إلى تنظيمات متطرفة عنيفة، وذلك مقابل نسبة بلغت أقل من( 3% ) لمَن تخطوا الـ(36) من أعمارهم”.

ونشر تقرير فى  مايو  2017 أن الفئة العمرية من سن (24 و 25) سنة هم أكثر المنضمين لتنظيم “داعش” ، وأن المستوى التعليمي للشباب المنظمين لداعش أو الجماعات المتطرفة الأخرى كانت عالية، فاثنين ممن قادوا أحداث سبتمبر كانوا حملة شهادة الدكتوراة، كما أن الفقر وانعدام التنمية، وركود الاقتصادات ليست هي المحركات أو “الأسباب الجذرية” للإرهاب، فـ (42 %) من المنظمين لداعش كانوا قادمين من مجموعة دول العشرين، ووفقا لذلك، فإن “الصعوبات الاقتصادية” عذر كان خاطئا، كما أن المستوى التعليمي ليس مبرراً أيضاً فـ (20 %) من المنظمين للتنظيمات الإرهابية حول العالم هم مهندسون بحسب النيوريك تايمز.

التصنيف حسب الحالة الأجتماعية والثقافية

كشف تقرير فى أعسطس 2018  أنه  يمكن تصنيف من مقاتلى داعش في ثلاث فئات حسب الحالة الأجتماعية والثقافية ، كما يقول العامل الاجتماعي جوانرو مجيد، والذي يعمل في عربة (كرفانة) في ساحة سجن الأحداث.

  • الفئة الأولى: كانوا مرتبطين بـ”داعش” إما للحصول على السيارات والنقود والأسلحة.
  • الفئة الثانية : تلقوا التدريب على يد التنظيم.
  • الفئة الثالثة: قاتلوا في صفوف التنظيم ، ويعتقدوا أنهم ذاهبون إلى الجنة

ويقول “خيرالله” الذى ينتمى  إلى الفئة الأخيرة بشكل واضح، والتي يبدو أنها الفئة الأصغر، عند سؤاله عما كان يعتقد أنه جيد في “داعش”، قال:”كنا نعتقد أننا ذاهبون إلى الجنة، وأننا سنحصل على النساء، ونرافق الرسول محمد”، وعندما سأل عن رأيه بذلك الآن، أجاب: “أعتقد أنها مجرد قصص”،والآن يتأسف على العدد الكبير من الأشخاص الذين قُتلوا فى المعارك، أو يقول ذلك فحسب، لأن ملابسه وتصرفاته تقول شيئاً آخر، فهو مايزال يقتبس آيات من القرآن في حديثه، لكنه يدافع فجأة عن “داعش” وينكر بشدة أن يكون أعضاء التنظيم قد تعاطوا المخدرات ليتغلبوا على الخوف أثناء المعارك، يقول خيرالله: “لم يكونوا يفعلون ذلك ، وهذه محض قصص، فالقرآن يقول إن المرء الذي لا يشعر بالخوف بليد”، ويضيف إلى كلامه بشكل غير منطقي “لا يهمني إن متُّ أو عشت”.

أشارت دراسة فى ابريل  2018 أجراها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إلى السير الذاتية لـ(137) شخصا إلى أن غالبية المتورطين من ذوي التأهيل الدراسي ضعيف المستوى ويعانون وعائلاتهم من الفقر ولديهم علاقات وطيدة مع بلدان شمال أفريقيا ودول منطقة الساحل ،وبينت الدراسة أن (47%) لا يملكون أي شهادة دراسية، فيما حصل (24%) منهم على شهادة الباكالوريا و(3%) على شهادة ليسانس و(1%) شهادة الدكتوراه ، وبينت الدراسه فيما  يخص الدخل المالي الفردي للمتورطين في قضايا الإرهاب أن معدل الدخل لا يتجاوز (1000) يورو شهريا، باستثناء بعض الجهاديين الذين يملكون أموالا كبيرة بسبب انخراطهم في تجارة المخدرات وعمليات تبييض الأموال.

التوصيات

تشكيل لجان لبحث ملف أطفال ونساء “داعش” وتوفير لهم رعاية خاصة، محو الأفكار المتطرفة  التي غرسها تنظيم “داعش” في أطفال عناصره ، تركيز الجهود الأمنية الأوروبية  على تتبع تحركات العائدين من سوريا والعراق ، وملاحقة الجماعات المتطرفة التى تقوم بعمليات استقطاب واسعة للشباب، وتجفيف منابع تمويل تلك الجماعات ، الكشف والتدخل المبكرين أداتين أساسيتين في منع التطرف ومكافحته ، مواجهة موجة التطرف من خلال مبادرات وبرامج داخل دول الاتحاد الأوروبى .

رابط مختصر :https://eocr.eu/?p=669

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال  فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا يصل أكثر من 200 ضابط شرطة إلى اجتماع يضم حوالي 130 رجلاً وامرأة في منطقة هاشنبورج الصغيرة في منطقة فيسترفالد. يتعلق الأمر بحدث فنون قتالية - ذو خلفية يمينية متطرفة. خلال مداهمة ليلية كبرى في منطقة فيستروالد، فضت الشرطة اجتماعًا...

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا فر بعض المتطرفين من اليمين المتطرف من تيليجرام إلى ملاذ جديد: سيمبلكس، خدمة الرسائل التي حصلت للتو على أكثر من مليون دولار في التمويل بمساعدة جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، والمعروفة الآن باسم إكس. بدأت الهجرة...

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا من المقرر تنظيم مسيرات في وقت لاحق من سبتمبر 2024 لإحياء ذكرى هجمات السابع من أكتوبر 2023. سوف تتصاعد المشاعر وستواجه الشرطة مهمة صعبة. أعلنت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر (SPD) عن اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء...

Share This